في الحلقة الثانية من #الموسم الثاني لبرنامج “البيت” الشعري، الذي تقام فعالياته برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، #ولي_عهد_دبي رئيس المجلس التنفيذي، انقلبت الموازين وانكسر الروتين الذكوري المسيطر منذ الموسم الأول، حيث سجل فوز أول امرأة في البرنامج منذ انطلاقته.. لتتلألأ قناديل الشعر النبطي فيه بذائقة شعرية نسائية.

 

أول امرأة

فتيات في مقتبل العمر يكتبن الشعر النبطي ليؤكدن أنه يسري في دمائهن وليس مجرد تراث قديم.. فهو القديم المتجدد دائماً عبر الأجيال، ولن يندثر ما حيينا، ففي منافسة قوية بين أجمل الأبيات الشعرية وأكثرها إبداعاً أطلت علينا مرام القحطاني في الحلقة الثانية من خلال فوزها بالمركز الأول بمسابقة “نبض الصورة” حيث تمكنت الفائزة من إعادة النبض إلى الصورة بعد أن أعادت سريان المعاني إلى عروق الكلمات في بيتها الشعري:

“ضلع الجبل شالني: عقرب زمن ما يدور   لو تك! لفيت الأرض وشفتني عندهم”

لتتأهل من خلاله إلى الحلقة الأخيرة، ولتكون أول امرأة تفوز بالبرنامج.

طموح تحقق

وبهذه النقلة النوعية للبرنامج، تحدثنا للفائزة مرام القحطاني فقالت.. إنني في السنة الأولى بكلية الأحياء وتعرفت على البرنامج من خلال إعلاناته على مواقع التواصل الاجتماعي في تويتر منذ موسمه الأول، حيث شاركت مرات قليلة ولكن للأسف لم تصل مشاركاتي حينها للشاشة الذهبية.

وتابعت القحطاني.. عند بدء الموسم الثاني كانت مشاركتي الأولى هي التي قادتني للفوز، حيث غمرتني سعادة وفرحة لا توصف عندما رأيت اختيارهم لبيت الشعر الذي كتبته يحتل المركز الأول، وسعادتي كانت مضاعفة لأنني كنت أول امرأة تفوز في البرنامج حيث شعرت أنني كسرت الروتين بذلك، وهذا كان طموحي الذي تحقق، مشيرة إلى أنه ربما كانت مشاركة النساء في البرنامج قليلة وهذا ما يقلل من حظوظهن في الفوز.

أخبرتنا القحطاني أنها لم تستغرق أكثر من 5 دقائق لكتابة البيت الشعري الذي فازت به، وباحت لنا بسرّ أنها كتبته خلال إحدى محاضرات الجامعة، لافتة إلى أن كتابة الشعر بالنسبة لها أمر عفوي جداً ومن عادتها ألا تطيل في كتابة قصائدها بل تسترجلها مباشرة وبسرعة.

فخر

هي تكتب الشعر منذ عامين فقط ولها عدة قصائد نشرت اثنتين منهما في الصحف، كما أنها تنشر قصائدها على حسابها في تويتر، ولفتت القحطاني إلى أنه لم يحن الوقت لإنجاز ديوان، فحسب رأيها الدواوين للشعراء الذين لهم باع طويل.

وقالت لنا إن قبيلتها تضم كثيراً من الشاعرات العظيمات، كما أن عائلتها المقربة تضم أيضاً العديد منهن، وهي فخورة أن تكون واحدة منهن.

البرنامج أنصف الشعر الحقيقي

وحول رأيها بالبرنامج قالت.. إن فكرة البرنامج ومصداقيته هي الأولى على كل برامج الشعر الأخرى، وهذا ما دفعني للمشاركة به دون تردد، لأنني على ثقة تامة أنه سيتم إنصاف الشعر الحقيقي.

وأضافت.. إن طريقته هي المحفز الأول الذي دعاني للمشاركة بكل شغف وخصوصاً أن المشاركات ترسل عن طريق تويتر وهنا بالفعل تكمن المصداقية، حيث أن البرنامج لا يريد إلا الشعر الحقيقي فقط، وهو برنامج جميل يدعم المواهب الصغيرة الإبداعية حيث أحيا روح الشعر من جديد في نفوس أبناء الجزيرة العربية.

وفي نهاية حديثنا أهدتنا هذه الأبيات الشعرية الجميلة:

شيطان هذا الوقت يحتاج سطوة!                    والبنت قيمتها بقيمة: حياها

ناظرت للدنيا من (خيوط غطوة)                    وعرفت بإن الجنة أبقا وراها

 

مفاجأة غير متوقعة

يبدو أن مرام فتحت الباب أمام العنصر النسائي على اتساعه ليدخلن المنافسة ويقدمن الأروع والأجمل، ففي الحلقة الخامسة ظهر الاسم النسائي الثاني في البرنامج وهي مروة الدوسري التي نالت وصافة مسابقة “نبض الصورة” عبر بيتها الشعري:

«جذع شجرة: صقارنا .. وعناقنا: رفّة جناح!   لو ينفض بساط الرمل ..يمدي ولو لحظة نطير»

تحدثنا معها ومن سعادتها بالفوز سارعت في البداية لشكر مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث على جهودهم الكبيرة في البرنامج الذي خدم الكثير من المواهب الشابة المغمورة وإظهارها للساحة الشعرية.

وقالت الدوسري.. إنها تخرجت من الجامعة بكالوريوس إدارة أعمال منذ عام ونصف، وتعرفت على البرنامج في موسمه الأول عن طريق الشاعر سعد علوش بحكم متابعتها له على تويتر، وشاركت عدة مرات لكنها لم تصل إلى مراحل متقدمة، وصارحتنا أنها لم تكن تتابع الحلقة التي فازت بها بالوصافة بسبب مناسبة عائلية إضافة أنها لم تكن تتوقع الفوز ولم يخطر ببالها ذلك أبداً، حيث تفاجأت باسمها على تويتر من خلال جمهور البرنامج.

 لجنة ذكورية

قالت الدوسري.. إن شعورها عند رؤية اسمها كفائزة في البرنامج لا يوصف، فهي المرة الأولى التي تكسب بها بمثل هذه البرامج.

وصرحت لنا بمكنونات صدرها حول رأيها بعدم فوز الشاعرات في البرنامج فقالت.. أعتقد أن عدم فوز النساء بحكم أن لجنة التحكيم جميعها من الذكور فعواطفهم الشعرية تميل إلى الأبيات التي يكتبها بني جنسهم أو الأبيات التي تكون فيها أمور يمارسها الرجال كالفروسية والصقارة وغيرها، حتى دون أن يعرفوا اسم صاحب البيت الشعري.

تكتب لنفسها

هي تكتب الشعر منذ كانت في الثالثة عشر من عمرها ولها العديد من القصائد،  لكنها لم تنشر أي منها فهي على حد قولها تكتب لنفسها فقط، ولا تفكر بالنشر أبداً، مشيرة إلى أن أغلب أفراد أسرتها من الشعراء ولذلك فكتابة الشعر ليست غريبة عليها.

وحول الوقت الذي استغرقته لكتابة البيت الذي فازت به، قالت.. حوالي اليومين فالصورة تحمل أبعاداً كثيرة، حيث أعدت الكتابة مرات كثيرة بأكثر من معنى إلى أن استقريت على المعنى الأخير وهي الفكرة التي فزت بها بوصافة الصورة.

امرأة في لجان التحكيم

حول رأيها بالبرنامج قالت.. إنه برنامج ناجح بكل المقاييس وطريقته جيدة لكن لي ملاحظة بسيطة تتمثل في أن يكون في لجان التحكيم عنصراً نسائياً الذي برأيها يمكن أن يتذوق الشعر بطريقة مختلفة عن العنصر الذكوري وهذا ما قد يمنح الشاعرات فرصة أكبر للظهور والفوز.

ثم أهدتنا هذين البيتين:

كذا طبعي وأخلاقي وطيبي وروعة سلوبي                   لزوم أعطي ولو اصبح من الطيبات محرومه

إذا كان الوفا طبعي فـ هندام الوفاء ثوبي                     وإذا كان البعد ظالم ببعدك صرت مظلومه

 

قادرة على فرض كلمتها

حول بروز العنصر النسائي في البرنامج، قال ماجد عبد الرحمن البستكي، مدير الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، المنسق العام للبرنامج.. أعتقد أن المرأة بدأت تعمل على نفسها بطريقة مختلفة عما اعتادت عليه من قبل، حيث بدأت تقرأ الساحة الشعرية أكثر، وباتت أكثر هدوءاً في قراءة الأشطر أو الصورة وبالتالي استطاعت أن تفرض تواجدها.

وأضاف البستكي.. إن اللجنة لا تطلع على أسماء المشاركين أبداً بل يعملون على اختيار البيت الشعري لجماليته وإبداعه، وهذا يجعلنا أكثر مراهنة على أن المرأة تستطيع أن تنافس الشعراء وتفرض كلمتها في الجمال والإبداع.

تغطية: رحاب عمورة

نشرت سابقا في مجلة المضمار عام 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *