هي الرياضة الأساسية لكل رياضات الفروسية.. لولاها لما كان أي خيل جاهز لخوض المنافسات في الرياضات الأخرى.. فهي عبارة عن عملية ترويض الجواد، إضافة لسيطرة الفارس على جواده بيسر وثقة وتفاهم واضح.. لم يمض على اعتمادها رسمياً في اتحاد الإمارات للفروسية سوى عامين.. إنها رياضة الدريساج.

تناغم

رياضة الدريساج من أرقى وأجمل الرياضات في عالم الفروسية، والقاعدة الرئيسية في هذه الرياضة تقوم على التناغم بين الحركات الجسدية للجواد والفارس، وفي المسلك يقوم الجواد وفارسه بأداء مجموعة من الحركات في الميدان وعلى الفارس أن يتدرج بالمستويات كافة وهي (Preliminary – Novice- Elementary- Medium- Advanced medium- Prix st. George)  ليصل لدرجة الاحتراف.

أول الفرسان

لازالت حديثة العهد في دولة الإمارات، والفرسان الإماراتيون المختصون بها قلائل.. لكنهم يسعون جاهدين للوصول بهذه الرياضة لأعلى مستوياتها، التقينا بمجموعة من الفارسات اللواتي عشقن هذه الرياضة ومنهن  الفارسة ريم العبار التي قالت.. إنني أول من ابتدأ بهذه الرياضة، وعانيت كثيراً لأنني لم أجد من يوجهني للطريق الصحيح، حتى أنني في بعض الفترات لشدة تعبي ويأسي لعدم وقوف أحد إلى جانبي كنت أشعر أنني سأتوقف وأتساءل لماذا أعذب نفسي هكذا، لكن حبي للخيل ورياضة الدريساج بالذات هو ما جعلني أستمر، وكل ما قمت به هو اجتهاد شخصي مني.

وتابعت العبار.. اعتمد الاتحاد رياضة الدريساج منذ عامين تقريباً، ومن يمارسها في الدولة قليلون، ونحن نحتاج لدعم الاتحاد كثيراً ليعطينا دفعة معنوية للأمام، ولا أدري ماسبب عدم الاهتمام كثيراً من قبلهم برياضة الدريساج كباقي الرياضات أو على الأقل هذا هو شعورنا، فرهاننا الأكبر لتحقيق كل ما نبغيه برياضة الدريساج على الاتحاد لأنه الجهة الرسمية الوحيدة التي يجب أن ترعانا.

عتب ورهان كبير

وأشارت العبار إلى أنه ليس لديهم لباساً خاصاً عليه علم الإمارات، كما أن نقاط الفرسان خلال البطولات تخضع لمزاجية الحكام وليس لها أي قوانين تضبطها، وحتى حساب النقاط يتم يدوياً ويأخذ وقتا طويلاً، لإظهار النتائج، لافتة أن الجوائز التي يحصلون عليها لا تتعدى 200 درهم، معقبة.. المسألة ليست مسألة نقود بل معنوية بحتة، فعندما ترى جوائز باقي الرياضات بالآلاف ونحن جوائزنا هكذا، يحز في أنفسنا كثيراً، ولازلنا نشارك فقط لحبنا بالخيل والفروسية ولتمرين خيولنا على دخول الميادين لتعتاد هذه الأجواء.

ولفتت العبار إلى أن الاتحاد كأفراد هم جيدون ولا يقولون لا أبداً لكل ما يطلبونه منهم، مضيفة.. لا أعلم أين الخلل في كل ذلك؟ مؤكدة.. ما وصلنا إليه حتى الآن بجهودنا الشخصية، فنحن لدينا كل شيء من خيول ومدربين وغيرها، وما نحتاجه منهم هو الدعم المعنوي لتشكيل منتخب إماراتي يستطيع المشاركة باسم دولة الإمارات.

حاجة للدعم

من جهتها، قالت الفارسة فاطمة سلطان.. استهوتني رياضة الدريساج كثيراً وهو ما دفعني للسير في طريق احترافها، لكن الخيل التي أمتلكها ليست محترفة وأحاول حالياً شراء خيل محترفة قادرة على مساعدتي للتقدم في هذا المجال.

وأضافت.. إن رياضة الدريساج تحتاج لدعم كبير من الاتحاد، ولولا حبي له لما استطعت الاستمرار، ونحن كفارسات في هذا المجال نشجع بعضنا البعض على الاستمرار والارتقاء بهذه الرياضة.

أما الفارسة خولة محمد فقالت.. إن الناظر لرياضة الدريساج يظنها سهلة لكنها صعبة جداً، وتحتاج لجهد كبير، وفي كل الدول أهمية الدريساج توازي أهمية قفز الحواجز إلا هنا لا أحد يهتم كثيراً، وأتوقع أن الموضوع يقع على عاتق الاتحاد لكي يروج لها لتصبح معروفة أكثر في الدولة لاسيما مع ازدياد عدد المواطنين الذين ينتسبون لها.

وتابعت.. الحق يقال أن ريم العبار هي السباقة لهذا المجال، وقد فتحت الطريق لنا، وناضلت وحدها في البداية لترسيخ هذه الرياضة، ولكننا جميعاً لازلنا في بدايته ونحتاج للكثير للوصول بهذه الرياضة لمستويات أعلى في الدولة.

تسليط الضوء إعلامياً

وقالت الفارسة هلا الهاشمي.. بدأت التدرب على الدريساج وأحببته، وبالفعل اشتريت حصاناً وشاركت بالعديد من البطولات وفزت ببعضها، وأشعر أن هناك العديد من الفرسان يمكن أن ينضموا لهذه الرياضة، ولابد من تسليط الضوء عليها أكثر لاسيما إعلامياً إضافة لزيادة الاهتمام من قبل الاتحاد، وأنا متأكدة عندما يزيد اهتمام الاتحاد بالدريساج فإن عدد الفرسان سيزداد كما سيزداد متابعيه وجمهوره، فالدعم الإعلامي والمادي مهم جداً إضافة لأمور كثيرة أخرى.

من جانبها قالت الفارسة بثينة محمد.. الدريساج هي أساس كل الرياضات الأخرى من أجل السيطرة على الخيل، ويعلم الانضباط وهو ما جعلني أسعى للتخصص بها، كما أنه ليس هناك مواطنات كثيرات بهذه الرياضة، ولازال عددنا قليل، مشيرة أن الأساس في رياضة الدريساج هي تحدي النفس وليس التحدي مع الآخرين، والتحدي بخلق لغة تفاهم بين الفارس والخيل وجعل الخيل مطيعاً لك، معقبة.. من المفروض على الاتحاد السعي لتشكيل فريق لرياضة الدريساج فهي لعبة أولمبية ولابد من الاهتمام بها أكثر.

الموسم الثالث

خلال حدثينا مع الفرسان لاحظنا أن الجميع يطرح السؤال ذاته المتمحور حول عدم تشكيل فريق للدريساج لتمثيل دولة الإمارات في البطولات الخارجية، وللإجابة على ذلك توجهنا للسيدة منى الشامسي من اتحاد الإمارات للفروسية التي قالت.. إنه الموسم الثالث لرياضة الدريساج في الدولة فمازالت رياضة حديثة العهد، ولهذه الرياضة ست فئات يتدرج بها الفارس ليصل إلى درجة محترف.

وأضافت الشامسي إن عدد المواطنين الإماراتيين الذين يمارسونها لازال قليل جداً فهم 12 فارساً فقط، ولكن على اعتبار أن الرياضة حديثة في الدولة فهذا جيد، حيث بدأنا بثلاثة فرسان فقط، وخلال عامين زاد العدد إلى 12 كما أن مستوياتهم تتحسن وهم نشيطون ويطورون أنفسهم بشكل جيد، وبعضهم وصلوا إلى المستوى الأعلى ويشاركون في الخارج وهذا فخر لنا.

فرسان للمستوى الأعلى

وأشارت الشامسي إلى أنهم لم يشكلوا فريقاً إماراتياً حتى الآن، لكي يشارك كمنتخب باسم الامارات في البطولات الخارجية، والسبب في ذلك أنه لابد أن يتوفر 3 أو 4 فرسان على الأقل في المستوى الأعلى، وذلك لم يتحقق إلا من فترة قريبة، موضحة.. أغلبهم كانوا مبتدئين ولذلك لم نستطع تشكيل فريق، أما الآن فقد وصل بعضهم للمستوى العالي منهم خولة محمد ومحمد وعارف إضافة لريم العبار التي هي في الأساس بهذا المستوى، وبالتالي بات بإمكاننا الآن تشكيل منتخب إماراتي، ونتأمل أن يتحقق ذلك قريباً.

ولفتت.. لتحقيق ذلك لابد أن يشتغل الفرسان على أنفسهم كثيراً لتحقيق نتائج ونقاط عالية، ومنذ أن باتت رياضة الدريساج من الرياضات الرسمية في الاتحاد بدأت تتطور وأصبحت أكثر تنظيماً، وزادت عدد البطولات بشكل ملحوظ، كما خصصت بعض البطولات للمواطنين، وكل عام تكون أفضل من العام الذي سبقه، ونتأمل أن تصبح بمستوى قفز الحواجز والقدرة.

تحقيق: رحاب عمورة

نشر سابقا في مجلة المضمار عام 2015

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *