تكلم عن مرحلة تأسيس الاتحاد بفخر واعتزاز.. وصف جيله بالمحظوظ لأنه عاصر تلك المرحلة المفصلية.. من الرعيل الأول الذي دعم رياضة #الفروسية في الدولة.. فخور بما وصلت إليه هذه الرياضة في الإمارات ولاسيما في #نادي_الشارقة_للفروسية والسباق أعرق وأقدم نادٍ.. يتحدث عن فرسان #الإمارات بحب واعتزاز الأب بأبنائه بما حققوا من إنجازات.. إنه سمو الشيخ عبد الله بن ماجد القاسمي رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة للفروسية والسباق.
الجيل المحظوظ
عندما أقبلنا على سموه في المجلس استقبلنا بوجه مبتسم يشعرك براحة وطمأنينة، وكان يتحدث مع أحد المدربين الإماراتيين المخضرمين حول السباق الذي انتهى لتوه في النادي، وكان سعيداً بالنجاح الذي حققه السباق، بدأنا الحديث حول مرحلة تأسيس اتحاد دولة الإمارات، فقال سموه.. إننا نسمى الجيل المحظوظ لأننا عايشنا فترتي ما قبل الاتحاد وبعده، مع الوالد المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وشهدنا بدايات الاتحاد والجهود التي بذلها المؤسسون، وهو ما يدفعنا للحرص على كل ما فعلوه والاستمرار في دعم الاتحاد والتمسك به.
وأضاف سموه.. من الجميل أن نرى ونعايش التطور الكبير الذي جرى في الإمارات خلال هذه الفترة، ويجعلنا نقدر الجهود التي بذلها مؤسسو الاتحاد، وهو ما يخلق فينا الفرحة والسعادة بهذه المناسبة العظيمة، عيد الاتحاد.
أول نادٍ رسمي
حدثنا سموه عن رياضة الفروسية وتطوراتها في دولة الإمارات فقال.. إنها ليست غريبة عن العرب أو الإمارات فالخيل كانت متواجدة في المنطقة منذ القدم، وأنا كأي شخص في الإمارات امتلكت خيولي الخاصة وكانت بداية بسيطة على المستوى الشخصي حينها، بعد ذلك جاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد بن صقر القاسمي حاكم الشارقة بإنشاء نادٍ على أسس ونظام معين يهتم بجميع أنشطة الفروسية، ومن خلال مكارم سموه ودعمه أنشأنا نادي الشارقة للفروسية والسباق في بداية الثمانينات، ليضم منذ ذلك الحين جميع الأنشطة، وهي سباق المضمار وسباق الميدان إضافة لتأسيس مدرسة التدريب، التي خرّجت لنا فريقاً متميزاً في قفز الحواجز، سواء للكبار أو للناشئين.
وأشار سموه إلى أنهم ركزوا على الناشئين لاسيما من أبناء الإمارات وتدريبهم وتسهيل هذا الموضوع عليهم خاصة أن رياضة الخيل مكلفة، حيث تبنى النادي المتميزين ودعمهم في كل ما يلزم هذه الرياضة، لافتاً بفخر أن الجميع حقق نتائج متميزة في قفز الحواجز.
مدرسة للتدريب
تابع سموه الحديث عن مكونات نادي الشارقة فقال.. من ضمن نادي الشارقة هناك مدرسة التدريب التي تضم مراحل متعددة يتدرج فيها المتدرب، ونقيم فيها مسابقات خاصة للمراحل وذلك لكسر حاجز الخوف لدى الفرسان المبتدئين من المسابقات ليعتادوا على جوها ثم ينتقلوا إلى المسابقات المحلية التي تقام داخل النادي حيث هناك خيول مخصصة لهم، إلى أن يصلوا للمرحلة النهائية ويشاركون في مسابقات الكبار.
وأشار سموه إلى أن نادي الشارقة أول نادٍ خصص صالة مغلقة للسيدات، لافتاً سموه إلى أنهم أقاموا حديثاً ميداناً خاصاً بالسيدات أيضاً وهو مجهز بكل ما يلزم، موضحاً سموه.. كل ذلك لبناتنا اللواتي يحببن رياضة الفروسية ويردن ممارستها بحرية.
وقال سموه .. إن النادي يضم أيضاً الصالة المغلقة التي تعتبر الصالة الوحيدة في الدولة بمميزات عالمية وأشاد فيها الاتحاد الدولي، وتعتبر صالة على أحدث المقاييس العالمية حيث تضم ميدان تدريب و88 اسطبل.
مكتبة خاصة
وأضاف سموه.. يوجد في النادي مكتبة خاصة تضم الكثير من الكتب والمراجع حول الخيل ورياضة الفروسية لكل من يرغب بالاطلاع لاسيما طلبة الجامعات، كما يوجد جميع أنواع ميادين السباق، الداخلية والخارجية، وميادين رملية وصناعية وأخرى عشبية، إضافة لعيادات خاصة ومستشفى خاص بالخيل، وأتوقع أن النادي حالياً بات متكاملاً، ولكننا نرحب بأي فكرة جديدة يمكن أن تضيف شيئاً جديداً ومميزاً عليه.
من نادي الشارقة إلى العالمية
واسترسل سمو الشيخ عبد الله بن ماجد بالحديث عن بدايات نادي الشارقة وتأسيسه فقال.. أقيم أول سباق للمضمار وفق النظم العالمية في الدولة هنا في نادي الشارقة، وهذا ينطبق أيضاً على قفز الحواجز، كما كنا أول من نظم مسابقة لجمال الخيل ومازلنا متابعين في ذلك للسنة الخامسة عشرة على التوالي، حيث ننظم ثلاث بطولات للخيول العربية، ومنها الإنتاج المحلي الذي نركز عليه ونشجعه، ولاحظنا أنه تطور وحقق نتائج عالمية، ولنا الفخر أن هذه الخيول التي حققت هذه النتائج العالمية كانت بدايتها هنا في الشارقة وهذا يبشر بالخير دائماً.
برنامج حافل
سألنا سموه عن إمكانية زيادة عدد سباقات المضمار في نادي الشارقة فقال.. لدى النادي 6 سباقات مضمار، وبحكم أن الموسم موزع بين نوادي الدولة إضافة للأنشطة الأخرى التي نقوم بها في النادي من مسابقات قفز حواجز وجمال خيل فإنني أعتقد أن البرنامج ممتلئ وحافل وبالتالي 6 سباقات حالياً كافية.
وعتب سموه على الشركات بسبب رعاية السباقات فقال.. هناك نقص دعم من جهتهم، ولكن الحمد لله صاحب السمو حاكم الشارقة متكفل بكل ذلك إضافة لحكومة الشارقة متكفلة أيضا بدعم جميع الأنشطة ولكن نتمنى من الشركات المزيد من الدعم والقيام بدورها الوطني في ذلك.
الإنتاج المحلي ينافس
من المعروف أن سمو الشيخ عبد الله بن ماجد من أكثر المهتمين بالإنتاج المحلي فقال يحدثنا عن ذلك.. لا ننسى أن منطقة الجزيرة العربية هي مهد الجواد العربي، وفي الإنتاج المحلي نركز على استجلاب أفضل السلالات لإنتاج أفضل المنافسين، والحمد لله نلاحظ اليوم أن خيل الإنتاج المحلي تصنيفها أقل في سباق المضمار ولكنها تسبق خيولاً مستوردة من الخارج (فرنسا) يكون تصنيفها أعلى، وهذا ما يميز خيول إنتاجنا المحلي.
وشرح لنا سموه صفات ومميزات الإنتاج المحلي فقال.. خيل الإنتاج المحلي تتكيف مع الجو حيث تتحمل الحرارة العالية وتعيش في بيئتها الطبيعية، وتعود إلى مربطها الأصلي وطبيعتها، والحمد لله أصبحت خيلنا في الإنتاج المحلي تنافس وتحقق نتائج سواء في دولة الإمارات أو في الخارج، واليوم على سبيل المثال نرى سمو الشيخ منصور بن زايد يمتلك حصاناً اسمه (مهب) هو من إنتاج الإمارات، ويعتبر من أفضل الخيول في فرنسا، إضافة لكثير من خيول إنتاج الإمارات استطاعت تحقيق نتائج رائعة في الخارج.
وأضاف سموه.. بالنسبة لخيول الجمال من الإنتاج المحلي، بداية لم يكن لدينا خيول محلية للجمال حيث لم يكن هناك تركيز كبير على الجمال، لكن سمو الشيوخ حفظهم الله، استجلبوا مجموعة من الخيول الجيدة، وفُتح باب (التشبية) للفرس الجيدة عند الملاك، فأصبح الإنتاج متميزاً وينافس، وكل ذلك بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة الذي وجهنا للتركيز على الإنتاج المحلي ودعم المواطن المنتج.
فخر أبوي
بنظرة أبوية مليئة بالحنان أخبرنا سموه عند سؤالنا عن أولاده الشيخ ماجد والشيخ علي فقال.. أولادي أكثر من ماجد وعلي فجميع فرسان الإمارات أولادي، وفرسان نادي الشارقة أولادي وأنا فخور بهم جميعاً، فالجميع حقق مراكز متميزة، وقبل أن نعلمهم ركوب الخيل نعلمهم أخلاق الفارس، والحمد لله فرسان الشارقة متميزين بأخلاقهم ودينهم قبل الفروسية والرياضة وهذا يشعرنا بالفخر، والحمد لله هذا ينطبق على جميع فرسان الإمارات.
وأضاف سموه.. بالنسبة لأولادي ماجد وعلي نشؤوا في بيئة للفروسية حيث كانوا يرافقونني إلى النادي منذ صغرهم فتعلقوا بهذه الرياضة ومارسوها، والحمد لله حققوا فيها نتائج جيدة، أما ابني محمد فلم يدخل المجال لكنه الحمد لله متميز في مجال عمله حيث يعمل مهندساً ويحب الدراسة كثيراً فقد شغلته الجامعة عن رياضة الفروسية التي يمارسها كرياضة دون خوض المسابقات، وماجد درس ماجستير علاقات دبلوماسية وعلي بكالوريوس قانون، وأنا فخور بهم كثيراً.
مربط الإمارات
أسس سموه حديثاً مربط الإمارات وحوله قال .. إنه من أحدث مرابط الدولة، ونركز فيه على خيول السباق وخيول الجمال، واستطعنا الدخول في سباقات هذا الموسم وحققت خيولنا نتائج جيدة وانتصارات سواء في نادي الشارقة أو العين أو أبوظبي، ونتمنى أن نحقق نتائج جيدة أيضاً في مسابقات الجمالً.
وأشار سموه إلى أن السباقات التي دخلوا بها هي السباقات الخاصة بالخيول الصغيرة التي لا يتجاوز أعمارها بين 3 و4 سنوات، حيث يبلغ عدد الخيول التي يمتلكها سموه 10 خيول سباق و5 أخرى لجمال الخيل، موضحاً أنهم لا يمتلكون خيولاً كبيرة بعد .
وتمنى سموه أن يحقق المربط نتائج متميزة، لافتاً إلى أنهم لا يستهينون بإنتاج المرابط الأخرى في الدولة التي حققت نتائج عالمية، مؤكداً أنهم يتمنون التوفيق للجميع.
شكر
في نهاية اللقاء شكر سمو الشيخ عبد الله بن ماجد القاسمي مجلة المضمار على الدعم الذي تقدمه وعلى توجهاتها في نشر الفروسية والوعي بها.
أجرت اللقاء: رحاب عمورة
نشرت سابقا في مجلة المضمار عام 2014